تتجه أنظار نادي ليفربول نحو خطط مستقبلية طموحة، حيث يُفكر النادي الإنجليزي في التعاقد مع نجمين من الدوري الإنجليزي الممتاز كبدائل طويلة الأمد للنجم المصري محمد صلاح. يأتي هذا التحرك بعد أن أظهر صلاح علامات واضحة على التراجع في مستواه خلال الأشهر القليلة الماضية، مما دفع إدارة النادي إلى البدء في التخطيط لمرحلة ما بعد النجم المصري.
لا يخفى على المتابعين التغير الملحوظ في أداء صلاح منذ بداية الموسم الحالي، حيث لم يتمكن من الحفاظ على مستواه المعتاد الذي اعتاد الجمهور على مشاهدته طوال السنوات الماضية. حتى في حال تمكن النجم المصري من استعادة مستواه في الأسابيع أو الأشهر القادمة، فإن الحقائق لا يمكن تجاهلها، خاصة مع اقتراب عيد ميلاده الرابع والثلاثين الصيف المقبل، مما يجعله أقرب إلى نهاية مسيرته مع ليفربول من بدايتها.
يأتي التفكير في بدائل صلاح بعد أن أنفق ليفربول ثروة حقيقية على تجديد خط هجومه مؤخراً، حيث خصص النادي مبلغاً يتجاوز 100 مليون دولار لكل من الصفقات الجديدة التي ضمت هوغو إيكيتيكي وألكسندر إيساك وفلوريان فيرتس. هذه الاستثمارات الضخمة تعكس رؤية النادي في بناء فريق قادر على المنافسة على جميع الجبهات في المستقبل القريب.
لكن رغم كل هذه الاستثمارات، يبقى استبدال أكبر نجوم الفريق، محمد صلاح، تحدياً مختلفاً تماماً. فالنجم المصري ليس مجرد لاعب عادي في صفوف الريدز، بل هو أيقونة تاريخية ورمز من رموز النادي في العصر الحديث، مما يجعل عملية إيجاد بديل مناسب له مهمة بالغة التعقيد والحساسية.

تدرك إدارة ليفربول أن الاستعداد للمستقبل هو السبيل الوحيد لضمان استمرارية النجاح، خاصة مع التغيرات الطبيعية التي تطرأ على مسيرة أي لاعب مع تقدم. عملية البحث عن بديل لصلاح لا تعكس عدم تقدير لإنجازاته مع النادي، بل هي خطوة ضرورية في عالم كرة القدم الحديث الذي يتسم بالمنافسة الشديدة والتخطيط طويل المدى.
يعي القائمون على النادي أن صلاح قدم خدمات جليلة للفريق خلال مسيرته المشرقة، لكن استمرارية النجاح تتطلب اتخاذ قرارات صعبة في الوقت المناسب. التحدي الأكبر أمام ليفربول لا يتمثل فقط في إيجاد بديل مناسب من الناحية الفنية، بل أيضاً في التعامل مع البعد العاطفي والرمزي لشخصية بحجم محمد صلاح في قلوب الجماهير وتاريخ النادي.