يسود حالة من القلق والتساؤلات الحادة مشجعي ونقاد نادي ليفربول الإنجليزي، وذلك على خلفية الأداء المتواصل الذي يقل عن المستوى المعتاد للنجم المصري محمد صلاح.الذي لم يعد يقدم التأثير المألوف الذي اعتاد الجمهور على رؤيته في السنوات الماضية.
فرصة ذهبية ضائعة وعرض مخيب أمام مانشستر يونايتد
جسدت اللحظة التي أضاع فيها محمد صلاح فرصة تسجيل هدف التعادل لفريقه خلال المباراة التي جمعت ليفربول بمنافسه التقليدي مانشستر يونايتد، يوم الأحد الماضي على أرضية ملعب أنفيلد، جوهر الأزمة التي يمر بها النجم المصري. في الشوط الثاني من المباراة، وجد صلاح نفسه في موقف مثالي لتسديد الكرة داخل منطقة الجزاء، لكن محاولته انتهت بعيداً عن الهدف، في لقطة لخصت يومًا عصيبًا له على المستوى الفردي. لم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة، حيث قدم صلاح عرضاً عاماً مخيباً للآمال طوال لقاء القمة، حيث بدا غير قادر على اختراق دفاع “الديابلو الأحمر” أو صنع خطر حقيقي على مرمى الحارس أندريه أونانا، مما أثار حفيظة الكثيرين.
توجيه رسالة واضحة للمدرب الجديد: حان وقت التغيير
في أعقاب هذه الهزيمة المؤلمة بنتيجة 2-1، والتي أضاعت فيها فرصة ثمينة للاقتراب من الصدارة، بدأت الأصوات تعلو بين الخبراء والمراقبين مطالبة المدير الفني الجديد للفريق، الهولندي أرني سلوت، باتخاذ قرار جريء وحاسم. هذا القرار يتمثل في استبعاد محمد صلاح، ولو بشكل مؤقت، من التشكيلة الأساسية للفريق. يرى الكثيرون أن هذه الخطوة قد تكون ضرورية “لصدمة” الفريق وكسر حالة الركود التي يمر بها، وكذلك لإعطاء صلاح فرصة للراحة النفسية والبدنية واستعادة حسه التهديفي المعتاد بعيداً عن ضغط المباريات الأساسية.
أرقام صادمة تكشف تراجعاً ملحوظاً في الأداء
الدعوة لاستبعاد صلاح لا تأتي من فراغ، بل تدعمها أرقام وإحصائيات صادمة تشير إلى تراجع كبير في إنتاجه الهجومي. فبعد مرور عدة جولات على بداية منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليغ” للموسم الحالي، لم يتمكن محمد صلاح من تسجيل أي هدف من لعبة حية (أي خارج ركلات الجزاء) منذ الهدف الذي سجله في المباراة الافتتاحية للموسم. هذه الإحصائية تعد بمثابة جرس إنذار حقيقي، خاصة للاعب يعتبر أحد أهم وأبرز الهدافين في تاريخ البطولة، وكان حجر الزاوية في هجوم ليفربول لسنوات طويلة. هذا الجفاف التهديفي من اللعب المفتوح يضع عبئاً كبيراً على عاتق زملائه في خط الهجوم.
ضغط متزايد على أرني سلوت في فترة اختبار حقيقية
بلا شك، يجد المدرب أرني سلوت نفسه في موقف صعب للغاية. فمن الصعب على أي مدير فني أن يقرر استبعاد لاعب بحجم وتاريخ محمد صلاح، الذي لا يزال يمتلك القدرة على تغيير مجرى أي مباراة في أي لحظة. ومع ذلك، فإن المصلحة العامة للفريق تظل هي الأعلى والأهم. قرار إراحة صلاح الآن هو اختبار حقيقي لشجاعة سلوت وقدرته على إدارة الموقف بحكمة. الجميع يترقب ما إذا كان المدرب الهولندي سيقدم على هذه الخطوة الجريئة في المباريات المقبلة، أم سيعطي صلاح المزيد من الفراصل يستعيد فيها ثقته ومستواه. مستقبل ليفربول في المنافسة على الألقاب هذا الموسم قد يتوقف على هذا القرار المصيري.
