عندما يتطلع مشجعو نادي ليفربول إلى الوراء لتأمل محطات الموسم الكروي المنصرم، فإن ذاكرتهم لن تقتصر على ذكرى رفع القبعات فقط. سيتذكرون هذا الموسم بوصفه الفصل الذي أعاد فيه محمد صلاح تأكيد مكانته الأسطورية كلاعب استثنائي، والذي أعلن فيه المدرب الجديد أرني سلوت عن نفسه كقائد قادر على المزج ببراعة بين فلسفة كروية مثيرة وجوهر تنافسي قوي، مقدماً نفسه خليفة جديراً لمسيرة النادي العريقة.
تمكن ليفربول من رفع لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، وهو إنجاز تاريخي ضخم تخطى توقعات الكثيرين مع بداية المشوار تحت قيادة سلوت. وكان محمد صلاح حجر الزاوية في تحقيق هذا الإنجاز الكبير، حيث قدّم مستوىً خارقاً جعله محوراً أساسياً في كل انتصارات الفريق. تميزت عروضه بمزيج نادر بين براعة التهديف القاتلة والقدرة الفذّة على صناعة الفرص لزملائه، مما ضمن له أن يكون حاسماً ومسيطراً على مجريات الأمور في مباراة تلو الأخرى. لم يكن تأثيره مقتصراً على الأرقام والإحصائيات فقط، بل تجلى في قيادته الفنية والحالة النفسية التي منحها للفريق، مما ساهم بشكل مباشر في صمود ليفربول وتحقيقه للنتائج الإيجابية في أصعب اللحظات طوال مسيرة السباق نحو اللقب. لقد كان صلاح هو المحرك الأساسي والوجه البارز لمشروع أرني سلوت الناجح منذ اليوم الأول، مثبتاً للجميع أنه يمثل جسراً متيناً بين عصر النجاحات السابقة وعهد جديد واعد يلوح في الأفق.
